الحمدلله وحده والصلاة والسلام على ما لا نبي بعده
سوف نصطحبك معنا في خطبة جمعة قصيرة عن الصدقة, لفضيلة الشيخ الشيخ محمد بن علي الشنقيطي فيها تحدث عن فضل الصدقة والانفاق في سبيل الله, في البداية نكتشف من هو الشيخ حفظة الله.
خطب جمعة وقصيرة ذات صلة
درس دراستهُ النظامية في المدينة المنورة، وأكمل الدراسة المتوسطة والثانوية في معاهدِ الجامعة الإسلامي ةِالتابعةِ لها ، ثم أكمل دراستهُ الجامعية في الجامعةِ الإسلاميةِ ، في كليةِ الشريعةِ ، وتخرج فيها عام 1403 هـ ، ثُم عُين بها معيداً ، وحضر رسالتهُ الماجستير فيها ، وكان عنوانُ رسالتهِ " القدحُ في البينةِ في القضاءِ " ، ولم تطبعْ بعدُ ، ثُم حضر رسالتهُ في الدكتوراه ، وكان ينوي ابتداءً أن تكون في تحقيق ِ جزءٍ من كتابِ الإمام ِ ابن ِ عبدِ البرِ – رحمهُ اللهُ – " الاستذكارُ " ، ثم عدل بعد مشورةٍ لبعض ِ مشايخهِ إلى أن تكون رسالتهُ في الجراحةِ وأحكامِها.
ان الله لما ذكر التقوى جعل الصدقة من ابرز أعمالهم, قال تعالى ( لّيس البرّ أن تولّوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولٰكنّ البرّ من آمن باللّه واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنّبيّين وآتى المال علىٰ حبّه ذوي القربىٰ واليتامىٰ والمساكين وابن السّبيل والسّائلين وفي الرّقاب وأقام الصّلاة وآتى الزّكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصّابرين في البأساء والضّرّاء وحين البأس أولٰئك الّذين صدقوا وأولٰئك هم المتّقون ) جعل بعد الإيمان مباشر الصدقة الإنفاق في سبيل الله, يقول الله تعالى (واللّيل إذا يغشىٰ (1) والنّهار إذا تجلّىٰ (2) وما خلق الذّكر والأنثىٰ (3) إنّ سعيكم لشتّىٰ (4) فأمّا من أعطىٰ واتّقىٰ (5) وصدّق بالحسنىٰ (6) فسنيسّره لليسرىٰ (7).
وضرب الله مثلاً بشخص معلوم عند امة محمد صلى الله عليه وسلم, وهو ابوبكر الصديق, الذي وصفة الله تعالى في القرآن الكريم في قولة, (وسيجنّبها الأتقى (17) الّذي يؤتي ماله يتزكّىٰ (18) وما لأحد عنده من نّعمة تجزىٰ (19) إلّا ابتغاء وجه ربّه الأعلىٰ (20) ولسوف يرضىٰ (21).
إن الصدقة هي الطريقة الموصل للبر, ولقد قال الله تعالى في كتابه الكريم, ( لن تنالوا البرّ حتّىٰ تنفقوا ممّا تحبّون (92) وما تنفقوا من شيء فإنّ اللّه به عليم ), فإذا انفقتوا مما تحبون في سبيل الله, فإنكم ستنالون البر بإذن الله, وتكونون من أهل البر.
فهم الصحابة رضي الله عليهم معنى البر , وانه لا ينال البر إلا بالإنفاق, فتسابقوا, وتنافسوا رضي الله عنهم أجمعين, خرج ابوبكر الصديق رضي الله عنه من ماله ثلاث مرات في سبيل الله, وأخرها في غزوة تبوك, عندما حض رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإنفاق في سبيل الله فذهب كل واتى في بعض ماله, وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه (قلت في نفسي لأسبقن أبا بكر هذا اليوم، فأخذ نصف ماله فذهب به إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فقال-: يا رسول الله! خذ هذا النصف من المال، قال: ماذا أبقيت لأهلك؟ قال: أبقيت لهم نصف المال، فجاء أبو بكر فتصدق بماله كله، فقال صلى الله عليه وسلم: ماذا أبقيت لأهلك؟ قال: أبقيت لهم الله ورسوله، قال عمر: والله لا أسابق أبا بكر بعدها أبداً ).
إن لصدقة فضل عظيم وفضل على الأنفس والأرواح وفضلاً على الحياة والصحة, وفضل على المال وزيادة وفضل عند الموت وسكرته وفضل عند القبر وظلمته وفضل ليوم يقوم الناس لرب العالمين, فعلم إن الصدقة تدفع البلاء, وما من بلاء يزل من السماء ويرفع الإ في حد أمرين دعوة أو صدقة, وتطفئ الخطيئة مهما كان ذنبك إذا تصدقت فعلم ان الصدقة تكفر الخطيئة تغسل الذنب غسلاً يقول الله تعالى (إن تبدوا الصّدقات فنعمّا هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لّكم ويكفّر عنكم مّن سيّئاتكم واللّه بما تعملون خبير (271) .
إن الإنفاق في سبيل الله في الدنيا له اجر عظيم وعند النزع له اثر عظيم, إن مما يسهل سكرة الموت الصدقة, وأيضا إن الصدقة مسهلة للخشوع في الصلاة والذي قسى قلبه ولم يجد لذة للصلاة فعليه إن يتصدق قال تعالى (إنّما يخشى اللّه من عباده العلماء ) هؤلاء العلماء الذين يخشون الله ماذا يفعلون قال جل في علاه (الّذين ينفقون أموالهم باللّيل والنّهار سرّا وعلانية فلهم أجرهم عند ربّهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ).
فإن الصدقة أجره عظيم والأمر بها أعظم من دفعها, ولذلك جعل الله الأمر في الصدقة له اجر الصدقة, وجعل المتصدق يده أعلى من المتصدق عليه, قال صلى الله عليه وسلم (اليد العليا خيرٌ مِن اليدِ السّفلى وابدأ بمن تعول ), اليد العليا هي التي تعطي واليد السفلى هي التي تأخذ, الصدقة تظل صاحبها في الدنيا وفي الآخرة, أما ظلاها في الدنيا فإن صاحبها تدفع عنه البلاء, وأما ظلاها في الآخرة كما جاء قول النبي صلى الله عليه وسلم ( كلّ امرئٍ في ظلّ صَدَقَته حَتَّى يفصَلَ بَينَ النَّاس ), ودل عليه قول النبي صلى الله عليه وسلم (سَبعَةٌ يظلّهم اللَّه في ظلّه يَومَ لا ظلَّ إلا ظلّه ) وذكر من بينهم (وَرَجلٌ تَصَدَّقَ بصَدَقَةٍ فَأَخفَاهَا حَتَّى لا تَعلَمَ شمَاله مَا تنفق يَمينه ).
ويا ترى على أي شيء تكون الصدقة, أفضل ما تكون الصدقة والإنفاق يقول تعالى ( يسألونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم مّن خير فللوالدين والأقربين واليتامىٰ والمساكين وابن السّبيل ).
اتمنى من القراء العمل والمبادرة في الصدقات والإنفاق, فشيطان يمنعك عن الصدقة كما قال جل في علاه ( الشّيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء ۖ واللّه يعدكم مّغفرة مّنه وفضلا ۗ واللّه واسع عليم ), بإذن الله سيتم عمل سلسلة بإسم خطبة جمعة قصيرة, ولا تنسى المشاركة مع الاصدقاء
ليست هناك تعليقات