مرحبا متابعين موقع ملتقى أهل الخير نتأسف منكم في عدم المواصلة على تنزيل دروس ومحاضرات بالموقع إن شاء الله نرجع معكم من جديد وبقوة دعواتكم ولا تنسوا دعمكم للموقع كما عهدناكم أوفياء.
لدينا اليوم إضافة خطبة الجمعة جديدة مكتوبة عن تربية الأبناء ورعايتهم إلى الموقع تم تفريغ الخطبة إلى نص من بعض الأشخاص جزاهم الله خير على بدل مجهود وهي اجمل الخطب المنبرية المكتوبة لتصلكم بهذا الشكل اليوم.
يوجد كثير من الخطب في المدونة أنصحك بقراءتها حصلت على تفاعل كبير بين الناس ومن هذا الخطب خطبة جمعة مكتوبة مؤثرة جدا وكانت عن الرحمن سبحانه وتعالى لا تفوت قراءتها.
يوجد كثير من الخطب في المدونة أنصحك بقراءتها حصلت على تفاعل كبير بين الناس ومن هذا الخطب خطبة جمعة مكتوبة مؤثرة جدا وكانت عن الرحمن سبحانه وتعالى لا تفوت قراءتها.
خطبة الجمعة مكتوبة PDF
إن الأبناء نعمة عظيمة، ومنحة ربانية كريمة، وجب على المرء أن يرعى حق الله تعالى فيهم، وليست الرعاية الحقيقية لهم في توفير المطعوم والمشروب فحسب، بل تتعداه إلى تأديبهم أحسن الآداب.
وصونها بما جاءت به السنة والكتاب، فعن ابن عمر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :(كلّكم رَاع وكلّكم مَسؤول عَن رَعِيَتِهِ)، وقال صلى الله عليه وسلم: (إن الله سائل كل راع عما استرعاه، أحفظ، أم ضيع؟ حتى يسأل الرجل عن أهل بيته).
أما التوجيه القراني فذكر بواجب الرعاية للأبناء، وحفظهم عن مواطن السوء والعناء، فقال الله العزيز رب الأرض والسماء: (يا أيُها الّذِين امنُوا قُوا أنفسكُم وأهلِيكُم نارا وقُودُها النّاسُ والحِجارةُ عليها ملائِكة غِلاظ شِداد لا يعصون اللّه ما أمرهُم ويفعلون ما يُؤمرون).
فلو كان الهم الوحيد في التربية أن يأكل الأبناء ويشربوا، لما وجدنا هذه التوجيهات الربانية، ولما رأينا هذه الرعاية النبوية.
لنا في الأنبياء عليهم صلوات الله وسلامه في تربيتهم لأبنائهم الأسوة الحسنة، والأمثلة الملهمة.
فها هم يتضرعون إلى الله تعالى بالدعاء أن يصلح أبناءهم حتى قبل مجيئهم إلى الدنيا، فهذا زكريا عليه السلام: ( هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَا رَبَهُ قالَ رَبِ هَب لِي مِن لَدُنكَ ذُرِيَة طَيِبَة إِنَكَ سَمِيعُ الدُعَاءِ ).
وهذا إبراهيم الخليل، داعيا ربه الجليل، ( ربِ هب لِي مِن الصّالِحِين () فبشّرناهُ بِغلام حلِيم )، فهُم في دُعائهم لم يكتفوا بطلب الأبناء فقط، بل خصصوا دُعاءهُم بأن يُرزقُوا بالصالحين من الأبناء، فدُعاءُ الله جل جلالهُ أن يُصلح الأبناء.
منهج قُراني وهدي نبوي، وقد ورد دُعاءُ النبي صلى الله عليه وسلم لصغار الصحابة مرارا، فعن ابن عباس رضي اللهُ عنهُما قال: ((ضمني رسُول الله صلى الله عليه وسلم وقال اللهُم علمهُ الكتاب)).
وعن أُسامة بن زيد رضي اللهُ عنهُما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنهُ كان يأخذُهُ والحسن، ويقُول: ((اللهُم إني أُحبُهُما فأحبهُما)).
ومما ينبغي أن يلتفت إليه المُربُون أن يأمُروا أبناءهُم بما يُصلح أحوالهُم، ويُزينُ قلوبهُم وجوارحهم.
ما يشاهدة الآخرون الآن
فقد امتدح الله إسماعيل عليه السلام إذ كان يأمر أهله بجوامع الخير، فقال الله جل وعلا: ( واذكُر في الكتاب إسماعيل إنّهُ كان صادق الوعد وكان رسُولا نّبيا (54) وكان يأمُر أهلهُ بالصّلاة والزكاة وكان عند ربه مرضيا).
فالأمر بما يصلح، والنهي عما يفسد مع ملاحظة الامتثال، أمر مهم لا يخفى أثره، ولا يغيب عن العاقل خيره، لكن مع هذا وذاك، هنالك أمر هو أشد منه أهمية.
فهو من أنجح الوسائل التعليمية، إنه التعليم بالقدوة، فكن مع أمرك بما تأمر محققا، ومع محاسبتك لأبنائك لنفسك أولا محاسبا، فإن رأى منك قدوة حسنة له تبعك إلى اليسرى، وأخذت بيده بعيدا عن العسرى، وسهل عليك غرس القيم الراقية والمثل الرفيعة.
إن تربية الأبناء تتجدد أساليبها مع تعاقب الأزمنة وماضيها، فالتربية في الأمس القريب ليست هي التربية بمقاييس هذا الزمان، فإن اباءنا يتحدثون عن تربية آبائهم لهم، فكل المجتمع يعمل بمنظومة فكر واحد.
ويتحرك إلى هدف مشترك، ولذلك ما كان أحدهم يخاف على أبنائه من توجيه غيره لولده، ولكن مع اتساع رقعة الأفكار والمعطيات، واختلاف المشارب والتوجهات، بات الحمل على الاباء في التربية يزداد يوما بعد يوم.
ويكبر ساعة بعد ساعة، ولذا فإن تنبيه الأبناء بما يدور حولهم من أحداث، وما يتجدد في زمنهم من تنوع، أصبح هما يلاحق المربين في كل الأوقات، ويعصر أفكارهم في معظم اللحظات.
فلا خجل أن يبصر الأبناء بطرق أهل الأهواء، وأن يعرفوا أساليبهم الهوجاء، في معرفة الشر ليست لمقارنته، بل لتوقي خطرة، ومجانبة ضرره.
والنبِيُ صلى الله عليه وسلم قد ربط أمر الإِيمانِ بِتحقُقِ حبِ الخيرِ لِلناسِ كما يُحِبُهُ المرءُ لِنفسِهِ فقال: (لا يُؤمِنُ أحدُكُم حتى يُحِب لأخِيهِ ما يُحِبُ لِنفسِهِ).
وتذكروا - رعاكُمُ اللهُ- أن المكر السيِئ يرجِعُ على صاحِبِهِ، عاجِلا أو اجِلا، قال المولى القدِير: ( استِكبارا فِي الأرضِ ومكر السيِئِ ولا يحِيقُ المكر السيِئُ إِلا بِأهلِهِ فهل ينظُرون إِلا سُنت الأولِين فلن تجِد لِسُنتِ اللهِ تبدِيلا ولن تجِد لِسُنتِ اللهِ تحوِيلا).
فاتّقُوا الله وراقِبُوا أنفسكُم فِي تربِيةِ أبنائِكُم، اجتهِدُوا فِي إِصلاحِهِم، وتعلّمُوا ما ينفعُكُم فِي تربِيتِهِم فهُو واجِب عليكُم، وكُونُوا لهُم قُدوة فِي جمِيعِ أقوالِكُم وأفعالِكُم، تغنمُوا بِتوفِيقِ اللهِ لهُم ولكُم.
أقُول قولي هذا وأستغفِر الله العظِيم لي ولكُم، فاستغفِروهُ يغفِر لكُم إِنهُ هُو الغفور الرحِيمُ، وادعُوهُ يستجِب لكُم إِنهُ هُو البرُ الكرِيمُ.
لا شك أن الرعاية الصحية للأبناء، وحماية أجسامهم من كل أنواع البلاء، واجب شرعي يتحتم على الاباء، من أول يوم يخرجون فيه إلى هذه الدنيا، للرضاعة الطبيعية مثلا.
جعل العلماء والأطباء الإهمال فيها مع الإمكان عليها إهدارا لحق واجب من حقوق الطفل، وقد وجه القرآن الأم إلى الإرضاع، وذكر دور الأب في تسهيل هذا الأمر وتشجيع الأم على ذلك.
فقال جل جلاله: (والوالِدَاتُ يُرضِعنَ أَولَادَهُنَّ حَولَينِ كَامِلَينِ لِمَن أَرَادَ أَن يُتِمَ الرَضَاعَةَ وعَلَى المَولودِ لَهُ رِزقُهُنَّ وكِسوتُهُنَّ بِالمَعروفِ لَا تُكَلَّف نَفس إِلَّا وُسعَهَا لَا تُضَارَ والِدَة بِولَدِهَا ولَا مَولود لَهُ بِولَدِهِ وعَلَى الوارِثِ مِثل ذَٰلِكَ فَإِن أَرَادَا فِصَالا عَن ترَاض مِنهُمَا وتشَاوُر فَلَا جنَاحَ عَلَيهِمَا وإِن أَرَدتُم أَن تسترضِعُوا أَولَادَكُم فَلَا جنَاحَ عَلَيكُم إِذَا سَلَّمتُم مَا اتيتُم بِالمَعروفِ واتَّقُوا اللَّهَ واعلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِمَا تعمَلونَ بَصِير).
والأطباء يؤكدون أن حليب الأم له دور عظيم في وقاية جسم الطفل من الأمراض، وهذا مؤداه تنشئة صحية وعقلية سليمة، ولا ننس أن متابعة غذاء الأبناء بعد فطامهم لا يقل أهمية، والإسلام نظم أمر الغذاء.
فميز بين ما يجوز أكله وبين ما لا يجوز، فقال المولى القدير: (يَسأَلونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُم قُل أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِبَاتُ ومَا عَلَّمتُم مِنَ الجَوارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ فَكُلوا مِمَا أَمسَكنَ عَلَيكُم واذكُروا اسمَ اللَّهِ عَلَيهِ واتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الحِسَابِ).
ولا ريب أنّ قراءة مُحتويات الطّعام الّذي تشتريه لأبنائك هي من باب الوقاية والحرص بأن يكُون من الطّيبات، وكذلك فإنّ الدّين المُبارك بين أنّ أساس ذلك هُو الاعتدال في الأكل من المُباح.
فعن المقدام بن معدي كرب، قال: سمعتُ رسُول الله صلى الله عليه وسلم يقُول: ((ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطن، بحسب ابن آدم أكلات يُقمن صلبهُ، فإن كان لا محالة فثُلث لطعامه وثُلث لشرابه وثُلث لنفسه)).
فعلّمُوا أولادكُمُ الاعتدال في أكلهم وشرابهم، وعرفوهُم الطّيب من الخبيث ليتميزُوا في طعامهم، ويقووا في عبادة ربهم.
فاتقوا الله واحرصوا كل الحرص على رعاية الأبناء، وحفظهم من الوقوع في أي عناء، تعيشوا معهم بلا كدر وشقاء، وتسعدوا بما كتبه الله لكم ولهم من عطاء.
هذا وصلوا وسلموا على إمام المرسلين، وقائد الغر المحجلين، فقد أمركم الله تعالى بالصلاة والسلام عليه في محكم كتابه حيث قال عز قائلا عليما: (إِنَّ اللَّهَ ومَلَائِكَتهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِ يَا أَيُهَا الَّذِينَ امَنُوا صَلُّوا عَلَيهِ وسَلِّمُوا تسلِيما).
اللّهُم صلّ وسلّم على سيدنا مُحمد وعلى آل سيدنا مُحمد، كما صلّيت وسلّمت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم، وبارك على سيدنا مُحمد وعلى آل سيدنا مُحمد، كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم، في العالمين إنّك حميد مجيد، وارض اللّهُم عن خلفائه الراشدين، وعن أزواجه أُمهات المُؤمنين، وعن سائر الصّحابة أجمعين، وعن المُؤمنين والمُؤمنات إلى يوم الدّين، وعنّا معهُم برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللّهُم اجعل جمعنا هذا جمعا مرحوما، واجعل تفرُقنا من بعده تفرُقا معصوما، ولا تدع فينا ولا معنا شقيا ولا محروما.
اللّهُم أعز الإسلام والمُسلمين، ووحّد اللّهُم صفوفهُم، وأجمع كلمتهُم على الحقّ، واكسر شوكة الظّالمين، واكتُب السلام والأمن لعبادك أجمعين.
اللّهُم يا حيُ يا قيُومُ يا ذا الجلال والإكرام، لا إله إلاّ أنت سُبحانك بك نستجير، وبرحمتك نستغيثُ ألاّ تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين، ولا أدنى من ذلك ولا أكثر، وأصلح لنا شأننا كُلّهُ يا مُصلح شأن الصّالحين.
اللّهُم ربنا احفظ أوطاننا وأعز سُلطاننا وأيدهُ بالحقّ وأيد به الحقّ يا رب العالمين، اللّهُم وأسبغ عليه نعمتك، وأيدهُ بنُور حكمتك، وسدّدهُ بتوفيقك، واحفظهُ بعين رعايتك.
اللّهُم أنزل علينا من بركات السماء وأخرج لنا من خيرات الأرض، وبارك لنا في ثمارنا وزُروعنا وكُلّ أرزاقنا يا ذا الجلال والإكرام.ربنا اتنا في الدُّنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النّار.اللّهُم اغفر للمُؤمنين والمُؤمنات،المُسلمين والمُسلمات، الأحياء منهُم والأموات، إنّك سميع قريب مُجيبُ الدُّعاء.
مشاركات ساخنة
برأي هذا أفضل خطبة الجمعة قرأءتها سابقا في الانترنت فهي تحث على نشر المحبة بين العائلة جزى الله خيرا الشيخ في نشرها على الانترنت.
ليست هناك تعليقات